منتدي لي ولكم
بسم الله الرحمان الرحيم
عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة***أرجو من جميع الزوار الأفاضل التسجيل في المنتدي...وشكرااااااااااا

~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات Wel172
منتدي لي ولكم
بسم الله الرحمان الرحيم
عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة***أرجو من جميع الزوار الأفاضل التسجيل في المنتدي...وشكرااااااااااا

~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات Wel172
منتدي لي ولكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أفلام فيديو العاب مصارعة كرة قدم صور
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسم الله الرحمان الرحيم أهلا وسهل بجميع الزوار والأعضاء في منتديات الجزائرين لكل العرب وأرجو أن تقضو أوقات سعيدة معنا****شكرااا
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لعبة الحان الحروب
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_icon_minitimeالجمعة يوليو 20, 2012 10:44 am من طرف qazxde

» برنامج Anti-Cut & Auto-Connect جديد و رائع - عن تجربة شخصية -
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 18, 2011 11:17 am من طرف NADJIB

» : ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ بطاقات ترحيبية لكل الاعضاء ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 18, 2011 11:07 am من طرف NADJIB

» جديد نغمات 2010 فضل شاكر :: العيـن عليك :: MP3 CD Quality
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 04, 2010 1:29 pm من طرف NADJIB

» خاص جداااااااااااااااااا
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_icon_minitimeالخميس يوليو 15, 2010 2:53 pm من طرف NADJIB

» موقع لدراسة
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_icon_minitimeالإثنين أبريل 05, 2010 8:25 pm من طرف NADJIB

» حصـــــالمنتخب الجزائري في البرو4ــريـــــــــــــا الحلم تحقق+مفاجأة
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_icon_minitimeالسبت يناير 30, 2010 5:51 pm من طرف mouhamed

» صوت الفائز بكأس أفريقيا
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_icon_minitimeالخميس يناير 14, 2010 10:11 pm من طرف mouhamed

» طريقة عمل الهمبرجر بالخطوات المصوره
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_icon_minitimeالأربعاء يناير 13, 2010 9:12 pm من طرف mouhamed

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط BENI SAF على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدي لي ولكم على موقع حفض الصفحات
تصويت
كيف كان المنتخب الجزائر في كأس أفريقيا
جيد
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_vote_rcap17%~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_vote_lcap
 17% [ 68 ]
ممتاز
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_vote_rcap19%~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_vote_lcap
 19% [ 77 ]
لابأس
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_vote_rcap17%~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_vote_lcap
 17% [ 68 ]
تحيا الجزائر
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_vote_rcap25%~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_vote_lcap
 25% [ 101 ]
viva la lgerie
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_vote_rcap23%~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_vote_lcap
 23% [ 96 ]
مجموع عدد الأصوات : 410

 

 ~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
NADJIB
Admin
NADJIB


عدد المساهمات : 1045
نقاط : 3065
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
العمر : 32

~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات Empty
مُساهمةموضوع: ~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات   ~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 30, 2009 1:58 pm



مقدمة حول جوامع الكلم النبوي


خص الله نبيه صلى الله عليه وسلم بجملة من الخصائص , من أهمها , أنه أوتي جوامع الكلم وخواتمه وفواتحه , واختصر له الكلام اختصاراً , فجمع الله له المعاني الكثيرة في ألفاظ يسيرة , وجعل ذلك من أدلة نبوته , وأعلام رسالته , ليسهل على السامعين حفظه , ولا يشق عليهم حمله وتبليغه , وكل هذا من الحفظ الذي تكفّل الله به لهذا الدين .

ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

( بعثت بجوامع الكلم , ونصرت بالرعب , وبينا أنا نائم أُتيتُ بمفاتيح خزائن الأرض , فوضعت في يدي ).

وفي رواية للترمذي ( فُضِّلْتُ على الأنبياء بستٍّ , أعطيت جوامع الكلم , ونصرت بالرعب , ......... الحديث ) .
قال الزهري " وبلغني أن جوامع الكلم أن الله يجمع الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين أو نحو ذلك " .

وجوامع الكلم التي بعث بها نبينا عليه الصلاة والسلام , تشمل ما جاء في القرآن من الآيات الجامعة , كقوله عز وجل :

{إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي }

( النحل 90 )


فإن هذه الآية لم تترك خيراً إلا أمرت به ولا شراً
إلا نهت عنه , وهي مما بعث به صلى الله عليه وسلم .

وتشمل أيضا ما جاء في كلامه صلى الله عليه وسلم
مما هو مروي في كتب السنة ,
والمقصود هنا الكلام على النوع الثاني ,
وهو جوامع الكلم النبوي .

وقد وردت عن الأئمة المتقدمين عدة أقوال في تحديد أصول الأحاديث النبوية أو الأحاديث الجامعة التي يدور عليها الدين , فمن ذلك ما جاء عن الإمام أحمد -رحمه الله - أنه قال : " أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث :

حديث عمر :
( إنما الأعمال بالنيات ),

وحديث عائشة :
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ),

وحديث النعمان بن بشير :
( الحلال بيِّنٌ والحرام بيِّن )

وقال الإمام أبو داود :
"نظرت في الحديث المسند فإذا هو أربعة آلاف حديث ,
ثم نظرت فإذا مدار أربعة آلاف الحديث على أربعة أحاديث ,

حديثِ النعمان بن بشير :
( الحلالُ بيِّنٌ والحرامُ بيِّن ),
وحديث عمر :
( إنما الأعمال بالنيات ),
وحديث أبي هريرة :
( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ......... الحديث ) ,
وحديث : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) ,

قال : فكل حديث من هذه الأربعة ربع العلم ".

وأنشد بعضهم :
عمدة الدين عندنا كلمات أربع من كلام خير البرية
اتق الشبهات وازهد ودع ما ليس يعنيك واعملن بنية
ويعني بقوله " ازهد " حديث :

(ازهد في الدنيا يحبك الله ....الحديث ) .

وقد اجتهد أهل العلم في جمع تلك الأحاديث الجوامع , وصنفوا في ذلك المصنفات , حتى جاء الإمام النووي- رحمه الله -, فجمع اثنين وأربعين حديثاً جامعاً عليها مدار الدين , وهي التي عرفت فيما بعد "بالأربعين النووية" , واشتهرت هذه الأربعين وأقبل الناس على حفظها ونفع الله بها , ببركة نية صاحبها وحسن قصده , وقد شرحها الحافظ ابن رجب الحنبلي شرحا نفيساً في كتابه جامع العلوم والحكم , وزاد عليها ثمانية أحاديث تمام الخمسين .

فينبغي على المسلم أن يعتني بهذه الأحاديث حفظا وفهما ودراسة , وأن يجعلها من أوائل الأحاديث التي يُربَّى عليها الأطفال والناشئة , وسنعرض في المواضيع القادمة بعض هذه الأحاديث بشيء من التفصيل والشرح , والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .


من جوامع الكلم النبوي...الحلال بيِّن والحرام بيِّن

من الأحاديث الجامعة التي يذكرها أهل العلم , ويولونها المزيد من العناية والاهتمام , حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :


( إن الحلال بيِّنٌ وإن الحرام بيِّنٌ , وبينهما أمور مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه , ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه , ألا وإن لكل ملك حمىً , ألا وإن حمى الله محارمُه , ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلَح الجسد كله , وإذا فسَدت فسَد الجسد كله :
ألا وهي القلب )
رواه البخاري ومسلم .


فهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الشريعة , وأحد الأحاديث التي يدور عليها الدين وقد عده بعض أهل العلم ثلث الإسلام أو ربعه , ويعنون أن الإسلام يدور على ثلاثة أحاديث أو أربعة منها هذا الحديث.

فقوله صلى الله عليه وسلم :

( إن الحلال بين وإن الحرام بين )

يعني أن الحلال والحرام الصريح الواضح قد بُيِّن أمره للناس بحيث لا يحتاجون معه إلى مزيد إيضاح وبيان , وليس لهم عذر في مخالفة الأمر والنهي بدعوى نقص البيان وعدم الوضوح , فإن الله عز وجل قد أنزل على نبيه الكتاب , وبين فيه للأمة ما تحتاج إليه من أحكام ,
قال تعالى :
{ ونزَّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء }
(النحل 89)

وقال تعالى في آخر آية من سورة النساء بعد أن ذكر فيها كثيرا من الأحكام الشرعية :

{ يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم }
( النساء 176) .

وقال عز وجل :
{ ومالكم أن لا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم }
( الأنعام119) .

وهذا هو مقتضى عدل الله ورحمته بعباده فلا يمكن أن يعذب قوما قبل البيان لهم وقيام الحجة عليهم , ولذلك قال سبحانه :
{وما كان الله ليضل قوما بعد
إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون }
( التوبة 115) .

وما لم يرد بيانه مفصلاً في كتاب الله تعالى فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد بينه في سنته تحقيقا لقوله تعالى :
{ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم }
( النحل 44) .

ولكن هناك أمور تشتبه على كثير من الناس , فلا يعرفون حكمها هل هي من الحلال أم من الحرام ؟ , وأما الراسخون في العلم فلا تشتبه عليهم , ويعلمون من أي القسمين هي , وهذه هي الأمور المشتبهات التي قال عنها صلى الله عليه وسلم
( وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ) .

ثم قسَّم النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالنسبة إلى هذه الأمور المشتبهة إلى قسمين :
القسم الأول : من يتقي هذه الشبهات ويتركها ,
طلبا لمرضاة الله عز وجل , وتحرزا من الوقوع في الإثم ,
فهذا الذي استبرأ لدينه وعرضه , أي طلب البراءة لهما , فحصل له البراءة لدينه من الذم الشرعي , وصان عرضه عن كلام الناس فيه , وفيه دليل على أن من ارتكب الشبهات , فقد عرض نفسه للقدح والطعن , كما قال بعض السلف :
"من عرَّض نفسه للتُّهم فلا يلومنَّ من أساء الظن به " .

والقسم الثاني : من وقع في هذه الشبهات مع علمه بأن هذا الأمر فيه شبهة ,
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من فعل ذلك فقد وقع في الحرام ,
بمعنى أن الإنسان إذا تهاون وتسامح في الوقوع في الشبهات ,
وأكثر منها , فإن ذلك يوشك أن يوقعه في الحرام ولا بد ,

وهو لا يأمن أن يكون ما أقدم عليه حراماًَ في نفس الأمر ,
فربما وقع في الحرام وهو لا يدري .

ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لمن يقع في الشبهات ,
وهو أن كل ملك من ملوك الدنيا له حمى يُضرب حول ملكه ,
ويُمنع الناس من دخوله أو انتهاكه , ومن دخله فقد عرض نفسه للعقوبة ,
فمن رعى أغنامه بالقرب من هذا الحمى فإنه لا يأمن أن تأكل ماشيته منه ,
فيكون بذلك قد تعدى على حمى الملك , ومن احتاط فابتعد ولم يقارب ذلك الحمى فقد طلب السلامة لنفسه ,
وهذا مثل حدود الله ومحارمه , فإنها الحمى الذي نهى الله عباده عن الاقتراب منه أو تعديه , فقال سبحانه :

{ تلك حدود الله فلا تقربوها }
(البقرة 187) ,

وقال : { تلك حدود الله فلا تعتدوها }
( البقرة 229 ) ,

فالله عز وجل قد حدَّ للعباد حدودا بين فيها ما أَحَلَّ لهم وما حَرَّم عليهم , ونهاهم عن الاقترب من الحرام أو تعدي الحلال , وجعل الواقع في الشبهات كالراعي حول الحمى أو قريبا منه يوشك أن يدخله ويرتع فيه , فمن تعدى الحلال ووقع في الشبهات , فإنه قد قارب الحرام وأوشك أن يقع فيه .

ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بذكر السبب الذي يدفع العبد إلى اتقاء الشبهات والمحرمات أو الوقوع فيهما , ألا وهو صلاح القلب أو فساده , فإذا صلح قلب العبد صلحت الجوارح والأعمال تبعا لذلك , وإذا فسد القلب فسدت الجوارح والأعمال , فالقلب أمير البدن , وملك الجوارح , وبصلاح الأمير أو فساده تصلح الرعية أو تفسد , فإذا كان القلب سليما حرص العبد على اجتناب المحرمات وتوقي الشبهات , وأما إذا كان القلب فاسدا قد استولى عليه اتباع الهوى والشهوات , فإن الجوارح سوف تنبعث إلى المعاصي والمشتبهات تبعا له , فالقلب السليم هو عنوان الفوز عند الله عز وجل قال تعالى :

{يوم لا ينفع مال ولا بنون .
إلا من أتى الله بقلب سليم }
(الشعراء 88-89) .

ففي هذا الحديث العظيم حث للمسلم على أن يفعل الحلال ،
ويجتنب الحرام ، وأن يجعل بينه وبين الحرام حاجزا وهو اتقاء الشبهات ،

وأن يحتاط المرء لدينه وعرضه ، فلا يقدم على الأمور التي توجب سوء الظن به ,
وفيه أيضا تأصيل لقاعدة هامة من قواعد الشريعة ,

وهي قاعدة سد الذرائع إلى المحرمات وتحريم الوسائل إليها ,
وفيه كذلك تعظيم أمر القلب , فبصلاحه تصلح أعمال الجوارح وبفساده تفسد ,
نسأل الله أن يصلح قلوبنا وأن يثبتها على دينه .



من جوامع الكلم النبوي . . .حديث جبريل الطويل
من الأحاديث العظيمة التي بين النبي صلى الله عليه وسلم فيها أصول الدين , حديث جبريل المشهور , عندما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم , على هيئة رجل يسأله ويستفتيه عن بعض المسائل الهامة , والحديث رواه الإمام مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم , إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب , شديد سواد الشعر , لا يُرى عليه أثر السفر , ولا يعرفه منا أحد , حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فأسند ركبتيه إلى ركبتيه , ووضع كفيه على فخذيه , وقال : يا محمد , أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , وتقيم الصلاة , وتؤتي الزكاة , وتصوم رمضان , وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) .
قال : صدقتَ , قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه .
قال : فأخبرني عن الإيمان ؟

قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر , وتؤمن بالقدر خيره وشره ) .
قال : صدقت .
قال فأخبرني عن الإحسان ؟

قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .
قال : فأخبرني عن الساعة ؟
قال : ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل ) .
قال : فأخبرني عن أمارتها ؟

قال : ( أن تلد الأمة ربَّتها , وأن ترى الحفاة

العراة العالة رعاءَ الشاء يتطاولون في البنيان ) .
قال : ثم انطلق , فلبثتُ ملِيَّا ,
ثم قال لي : ( يا عمر , أتدري من السائل ؟ ) .
قلت : الله ورسوله أعلم .
قال : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) .
فهذا الحديث قد اشتمل على بيان أصول الدين وقواعده , ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في آخره

( هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) ,
فجعل ما في هذا الحديث بمنزلة الدين كله .
بدأ جبريل بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام , والإسلام هو إظهار الخضوع للشريعة و التزام ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند ربه , وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بأعمال الجوارح الظاهرة , ومن هذه الأعمال ما هو بدني كالصلاة والصوم , ومنها ما هو مالي كإيتاء الزكاة , ومنها ما هو مركب منهما كالحج فهو عبادة مالية وبدنية .
وأما الإيمان فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بالأعمال الباطنة , فقال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله , والبعث بعد الموت , وتؤمن بالقدر خيره وشره , وهذه هي أصول الإيمان الخمسة التي ذكرها الله عز وجل في مواضع من كتابه , كقوله تعالى :

{ ومن يكفر بالله وملا ئكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيداً }

(النساء 136).



وقال سبحانه :

{ إنا كل شيء خلقناه بقدر }
(القمر 49) .


وإنما فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإسلام والإيمان , فجعل الإسلام خاصا بأعمال الجوارح الظاهرة , وجعل الإيمان خاصا بالأعمال الباطنة , لاجتماع هذين الاسمين معاً في سياق واحد , فكان لكل واحد منهما معنى خاصا , وأما إذا ذكر كل واحد منهما على انفراد فإن أحدهما يدخل في الآخر , فيدخل في الإسلام الاعتقادات والأمور القلبية , كما قال عز وجل :

{ إن الدين عند الله الإسلام }

(آل عمران 19) ,
وكذلك الإيمان إذا ذكر مفردا فإنه تدخل فيه أعمال الجوارح الظاهرة , قال صلى الله عليه وسلم :

( الإيمان بضع وسبعون شعبة , فأفضلها قول لا إله إلا الله ,

وأدناها إماطة الأذى عن الطريق , والحياء شعبة من الإيمان }

أخرجه مسلم .
وأما الإيمان بالقدر فهو على أربع مراتب كما بين أهل العلم :
الأولى : مرتبة العلم , وهي الإيمان بأن الله تعالى سبق في علمه ما كان وما سيكون من أفعاله وأفعال عباده , وأن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما .
والثانية : مرتبة الكتابة , وهي الإيمان بأنه تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما سيكون إلى يوم القيامة , وذلك قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة , وكان عرشه على الماء .
والثالثة : مرتبة المشيئة , وهي الإيمان بأن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وأنه لا يخرج شيء في هذا الكون عن إرادته الكونية ومشيئته جل وعلا .
والمرتبة الرابعة : الخلق والإيجاد , وهي الإيمان بأن الله خالق كل شيء , فالعباد مخلوقون ، وأفعالهم مخلوقة , قال عز وجل :
{ والله خلقكم وما تعملون }

(الصافات 37)


وكل ما سوى الله مخلوق مفتقر إليه سبحانه وتعالى .
وأما درجة الإحسان فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد لن يستطيع أن يصل إليها إلا بأن يعبد الله كأنه يعاينه وينظر إليه , فإنه إذا استحضر ذلك عند أداء العبادة , فلن يترك شيئا يقدر عليه من الخضوع والخشوع وحسن السمت واجتماع القلب والاعتناء بإتمام العبادة إلا أتى به , ومن شق عليه ذلك فليعبده عبادة من يعلم أن الله يراه ويطلع عليه , والمقصود هو الحث على الإخلاص في العبادة , ومراقبة الله عز وجل في السر والعلن , وهي درجة رفيعة ومقام عال , لا يصل إليه إلا القليل من الناس , وقد دل القرآن على هذا المعنى في مواضع متعددة كقوله تعالى :
{ وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه }

( يونس 61) .


ثم سأل جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة , فأخبره أن السائل والمسؤول علمهم عنها سواء , فالساعة علمها عند ربي في كتاب , وهي أحد مفاتيح الغيب الخمسة التي لا يعلمها إلا الله عز وجل , فسأله عن علاماتها فذكر له النبي صلى الله عليه وسلم علامتين :
العلامة الأولى : أن تلد الأمة ربتها وسيدتها , فإن السيد إذا وطئ أمته فأنجبت له أولادا كان هؤلاء الأولاد بمنزلة أبيهم في الحرية والسيادة , فكأنه صلى الله عليه وسلم يشير إلى أنه في آخر الزمان , ستفتح البلاد على المسلمين , ويكثر الرقيق والإماء حتى يكون للأمة أولاد من سيدها , فإذا وقع ذلك كان علامة على قرب الساعة ودنو أجلها .
العلامة الثانية : أن ترى الحفاة العراة الفقراء رعاة الغنم والشياة , الذين كانوا لا يملكون شيئا من حطام الدنيا , يتطاولون ويشيدون المباني العالية , مباهاة ومفاخرة , والمقصود أن الأسافل والأراذل يصيرون رؤساء على الناس , وأن الأمر سيوسد إلى غير أهله .
فمن تأمل هذا الحديث وجد أن قد اشتمل على شرح جميع وظائف العبادات الظاهرة والباطنة , من عقود الإيمان , وأعمال الجوارح , وإخلاص السرائر , والتحفظ من آفات الأعمال , فصلوات الله وسلامه على من أوتي جوامع الكلم .


النصيحة . . . . مفهومها أنواعها شروطها

للنصيحة شأن عظيم في حياة الفرد والأمة على حد سواء , فهي أساس بناء الأمة , وهي السياج الواقي بإذن الله من الفرقة والتنازع والتحريش بين المسلمين ، هذا التحريش الذي رضيه الشيطان بعد أن يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ,كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم :



( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب , ولكن في التحريش بينهم ) .


لقد رضي بالتحريش لأنه بداية طبيعية للعداء والتفرق والتنازع , المؤدي إلى الاقتتال وذهاب الريح .
وأعظم حديث جامع يبين مفهوم النصيحة الشرعية وحدودها , الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن تميم الدَّاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( الدين النصيحة ثلاثا ,
قلنا : لمن يا رسول الله ؟
قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامَّتهم ) .
فهذا الحديث له شأن عظيم , فهو ينص على أن عماد الدين وقوامه بالنصيحة , فبوجودها يبقى الدين قائما في الأمة , وبعدمها يدخل النقص على الأمة في جميع شؤون حياتها.
وقد كان منهج أنبياء الله ورسله مع أممهم مبنياً على النصح لهم والشفقة عليهم ،قال نوح عليه السلام مخاطبا قومه :
{ أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون }

( الأعراف 62ا ) .




وقال صالح لقومه : {يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين}

( الأعراف 79ا ) ،


وقال هود : { أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين }

( الأعراف 68ا ) .



والنصيحة كلمة يعبر بها عن إرادة الخير للمنصوح له , ولا يمكن أن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تحصرها وتجمع معناها غير هذه الكلمة , وأنواعها خمسة وهي التي ذكرت في الحديث :



الأول : النصيحة لله : وتكون بالاعتراف بوحدانيته وتفرده بصفات الكمال ونعوت الجلال , والقيام بعبوديته ظاهراً وباطناً ، والإنابة إليه كل وقت ,مع التوبة والاستغفار الدائم , لأن العبد لا بد له من التقصير في شيء من الواجبات و التجرؤ على بعض المحرمات , وبالتوبة والاستغفار ينجبر النقص , ويُسَدُّ الخلل.
الثاني : النصيحة لكتاب الله وتكون بحفظه وتدبره ، وتعلم ألفاظه ومعانيه , والاجتهاد في العمل به في نفسه وتعليمه غيره .


الثالث : النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم : وتكون بالإيمان به ومحبته ، وتقديمه على النفس والمال والولد ، واتباعه في أصول الدين وفروعه ، وتقديم قوله على قول كل أحد , والاهتداء بهديه ، والنصر لدينه وسنته .


الرابع : النصيحة لأئمة المسلمين وهم الولاة , من الإمام الأعظم إلى الأمراء والقضاة وجميع من لهم ولاية عامة أو خاصة , وتكون هذه النصيحة باعتقاد ولايتهم , والسمع والطاعة لهم ، وحث الناس على ذلك ، وبذل ما يستطاع في إرشادهم للقيام بواجبهم , وما ينفعهم وينفع الناس .



الخامس النصيحة لعامة المسلمين وتكون بمحبة الخير لهم كما يحب المرء لنفسه , وكراهية الشر لهم كما يكره لنفسه .
ولابد في النصيحة من ثلاثة أمور :
أولها : الإخلاص لله تعالى في النصيحة لأنه لب الأعمال , ولأن النصيحة من حق المؤمن على المؤمن , فوجب فيها التجرد عن الهوى والأغراض الشخصية والنوايا السيئة التي قد تحبط العمل , وتورث الشحناء وفساد ذات البين .
وثانيها : الرفق في النصح ,وإذا خلت النصيحة من الرفق صارت تعنيفا وتوبيخا لا يقبل ، ومن حرم الرفق فقد حرم الخير كله كما أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام .
وثالثها : الحِلْم بعد النصح , لأن الناصح قد يواجه من يتجرأ عليه أو يرد نصيحته , فعليه أن يتحلى بالحلم , ومن مقتضيات الحلم : الستر والحياء وعدم البذاءة , وترك الفحش .
وإن من الحكمة والبصيرة في النصيحة معرفة أقدار الناس ,
وإنزالهم منازلهم ، والترفق مع أهل الفضل والسابقة ,
وتخير وقت النصح المناسب ,

وتخير أسلوب النصح المتزن البعيد عن الانفعالات ,
وانتقاء الكلم الطيب والوجه البشوش والصدر الرحب ،

فهو أوقع في النفس وأدعى للقبول وأعظم للأجر عند الله .

فهذه هي حدود النصيحة الشرعية , وخلاف ذلك هو الإرجاف والتعيير والغش الذي هو من علامات النفاق عياذا بالله , قال على رضي الله عنه :
" المؤمنون نصحة والمنافقون غششة " ،
وقال غيره :
" المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير" .
فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر النصيحة بهذه الأمور الخمسة ,
التي تشمل القيام بحقوق الله ، وحقوق كتابه ، وحقوق رسوله ،
وحقوق جميع المسلمين على اختلاف أحوالهم وطبقاتهم ,

فشمل ذلك الدين كله ،

ولم يبق منه شيء إلا دخل في هذا الكلام الجامع المحيط ,

فكان لزاما على المسلمين أخذ النصيحة خلقا بينهم ,
فهي القاطعة لفساد ذات البين والتحريش ,
والموصلة لمعاني الأخوة والمحبة في الله ,
وهي العامل الأهم في تماسك الجماعة والأمة , والله الموفق

من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه


العبادة هي الغاية من وجود الإنسان في هذه الحياة , وهي التي من أجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب ,

{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} .

( الذاريات 56) .


والله عز وجل كما أنه لم يخلق هذا الإنسان عبثا بل خلقه لغاية محددة , ووظيفة عظيمة , فكذلك لم يتركه هملا لا يعرف كيف يؤدي هذه الوظيفة التي من أجلها خُلِق , فخلقه وعلمه , ودله على الطريق الموصلة إليه سبحانه , وجعلها طريقا واحدة , دليلها الكتاب , وبابها الرسول , فمن أراد سلوك الطريق من غير دليل تاه , ومن أراد الولوج من غير باب الرسالة وبدون مفتاح النبوة فقد ضل سواء السبيل , فبين سبحانه للناس على ألسنة رسله كيف يعبدوه ويوحدوه , وحدد لهم مجالات هذه العبادة وضوابطها , فلا يعبد إلا الله وحده , ولا يعبد كذلك إلا بما شرعه من الدين .
وجاءت النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة تحث على الاعتصام بالوحي واتباعه , وتحذر من اتباع غيره من الأهواء والضلالات قال تعالى:

{ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون }
( الأنعام 153) .


وحذر سبحانه من مخالفة أمر رسوله وسنته وشريعته فقال عز وجل :
{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}

( النور 63) .


من أجل ذلك كان أحد الأحاديث الجامعة التي وضحت هذا المعنى , ووضعت القواعد والضوابط لهذه القضية , حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
رواه البخاري ومسلم ,



وفي رواية لمسلم :
( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) .


فهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام , وهو مكمِّل ومتمِّم لحديث إنما الأعمال بالنيات , ويدخل في هذين الحديثين الدين كله ، أصوله وفروعه ، ظاهره وباطنه , فحديث عمر ميزان للأعمال الباطنة ، وحديث عائشة ميزان للأعمال الظاهرة , ففيهما الإخلاص للمعبود ، والمتابعة للرسول , اللذان هما شرط لقبول كل قول وعمل ، ظاهر وباطن , فمن أخلص أعماله لله , متبعاً في ذلك رسول الله , فعمله مقبول , ومن فقد الأمرين أو أحدهما فعمله مردود عليه , وقد جمع الله بين هذين الشرطين في قوله جل وعلا :
{ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }

( الكهف 110).


وقد دل الحديث على أن كل عمل ليس عليه أمر الشارع فهو مردود على صاحبه , وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( ليس عليه أمرنا ) إشارة إلى أن أعمال العباد كلَّها ينبغي أن تكون تحت أحكام الشريعة , فتكون الشريعة حاكمةً عليها بأمرها ونهيها , فمن كان عمله جاريا تحت أحكام الشريعة موافقا لها فهو المقبول , ومن كان عمله خارجا عنها فهو المردود .
ولخطورة الابتداع في الدين والإحداث فيه , جاء ذم البدع والنهي عنها , والتنفير من أهلها , فالبدع في الحقيقة مضادة للشريعة , مراغمة لها , والمبتدع ببدعتة قد نصب نفسه منصب المستدرك على الشرع بزيادة أو نقصان , فلم يكتف بما شُرِع له , وهو بلسان حاله , يتهم الرسول کصلى الله عليه وسلم بالتقصير في أداء الأمانة والرسالة , فإن نبينا عليه الصلاة والسلام لم يترك خيرا إلا دلنا عليه , ولا شرا إلا حذرنا منه , ولذلك قال الإمام مالك رحمه الله : " من أحدث في هذه الأمة شيئا لم يكن عليه سلفها , فقد زعم أن محمدا خان الرسالة ,
لأن الله يقول :

{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}
( المائدة 3 )


فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا " ، ولا يخفى ما جرته البدع على الأمة قديما وحديثا من الفتن والويلات , والتفرق والاختلاف في الدين .
والبدعة هي كل ما يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه دينا يُعبد الله به ويتقرب إليه , من اعتقاد أو قول أو عمل , وهي تشمل العبادات والمعاملات , والفعل والترك , فكما تكون بفعل غير المشروع , تكون أيضا بترك ما هو مشروع ومباح , إذا تركه الإنسان بقصد القربة والتدين , ولذلك لما جاء ثلاثة نفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته , , فلما أُخبروا كأنهم تقالُّوها , فقالوا : وأين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , فقال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبدا , وقال الآخر : وأنا أصوم الدهر ولا أفطر , وقال الثالث : وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
( أنتم الذين قلتم كذا وكذا , أما والله أني لأخشاكم لله وأتقاكم له , لكني أصوم وأفطر ,

وأصلي وأرقد , وأتزوج النساء , فمن رغب عن سنتي فليس مني )
أخرجاه في الصحيحين .


والبدع جميعُها تشترك في وصف الضلالة , فليس فيها ما هو حسن وما ليس بحسن , فقد جاء في الصحيح من حديث العرباض بن ساريةرضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )

زاد النسائي

( وكل ضلالة في النار ) .


إلا أنها ليست على رتبة واحدة في الضلال , فمنها البدع الكبيرة والصغيرة والمكفرة وغير المكفرة .
فهذا الحديث على قلة ألفاظه حوى من المعاني والمسائل الشيء الكثير , فقد بين الضابط العام والقاعدة الكلية التي توزن بها الأعمال , وعلى ضوئها يحكم بمشروعيتها أو عدمها .
ومن خلاله يتبين أن مقتضى العبادة التي خُلِق لها الإنسان , أن يجعل المسلم أقواله وأفعاله وسلوكه وتصرفاته وفق المناهج التي جاءت بها الشريعة , وأن يفعل ذلك طاعة واستسلاما وانقيادا لأمر الخالق جل وعلا , وشعاره في ذلك ما أخبر الله به عن المؤمنين المفلحين في قوله :

{إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون}.


كتبه طلاب علم

وتم نشره في موقع اسلام ويب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nadjib.7olm.org
 
~ْ~ جــــوامــع الكـــــلــم الـــنـــبـــوي~ْ~فرقة الصحابيات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» زهــــــــــور من حدائق الجنه...فرقة الصحابيات
» ‏هل يدخل الجنب يده في الإناء قبل أن يغسلها إذا لم‏ .فرقة المهاجرين.
» القران الكريم..والذكاء وفتح ابواب الرزق (فرقة التوبة )
» جميع تلاوات التهجد لعام 1408هـ للشيخ علي جابر / فرقة أخوات الإسلام /

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي لي ولكم :: منتدي القرأن الكريم :: القران الكريم-
انتقل الى: