اخوتي السلام عليكم ورحمة الله
ان مرادي من هاذا الموضوع ليس ان انكأ جراح الماضي القريب بل حتى تكون العبرة والدرس في مرمى التاريخ ,وحتى يكون للاخوة العربية معنى اوسع ومتعال
على اية حسابات او مصالح كان العدو راسما خيوطها من بعيد وفارضا قواعدها باللوبيات المعروفة اصلا,واتمنى صادقا ان يفهمني اخوتي المصريون والسوريون على حد السواء لان الامر في النهاية تحصيل حاصل قمت فقط بتحليله براي شخصي يمكن ان نتفق عليه ويمكن ان نختلف لاكن الواقع و الحقيقة هما بعيدتان عنا باميال ضوئية,وارجوا ان تكون التدخلات مع استحضار ارواح الشهداء الذين بذلوا النفس في سبيل عزة الاسلام وشرف المسلمين بغض النطر عن اي خلفيات مهما كانت
وأرجو ملحاً ألا يكون مفهوم حديثي هو أن قتالا عنيفا لم يحدث وأن روحا قتالية متوثبة أحدثت خسائر كبيرة في قوات العدو الجوية والمدرعة والمشاة لم تحدث? أبدا كانت التضحيات كبيرة والقدرة القتالية فعالة اعترف بها الأعداء في المحاور المختلفة... كل همنا أن نركز على بعض السلبيات لأننا نطمح إلى الأجود فطريق فلسطين لازال طويلا وشاقا كما اننا بحاجة اليوم الى الفكري والعلمي و الاقتصادي اكثر من سفك الدماء بلا طائل.
لم يكن ميزان القوى مختلا بدرجة كبيرة بين الطرفين أثناء التخطيط للحرب وقد يكون من المفيد استعراض القوات المتضادة لإعطاء فكرة عامة عن الموضوع, لأن العبرة أولا وآخرا تكمن في أسلوب القيادة لاستخدام ما يتيسر لها من قوات قبل العمليات بحسن تنظيمها وجودة تدريبها وتعزيز تعاونها أثناء القتال... كان على الجبهة المصرية 5 فرق مشاة, فرقتا مشاة ميكانيكيتان, وفرقتان مدرعتان, وبعض اللواءات والمشاة المستقلة, ولواء مظلات, ومجموعات صاعقة ومهندسين, 9 لواءات جوية ولواء قاذف ثقيل ولواء خفيف, قوات بحرية في البحرين الأحمر والمتوسط. وكان على الجبهة السورية 3 فرق مشاة, فرقة مدرعة, فرقة مشاة ميكانيكية, كتائب مقاومة سورية.
وللتاريخ نذكر أن الدول العربية ساهمت بقوات قدر المتاح فعلى الجبهة المصرية: 3 أسراب مقاتلة من الجزائر وصلت أيام 9, 10, 11/10/1973, 3 أسراب مقاتلة قاذفة ليبية سحبها الرئيس القذافي قبل العمليات لاختلاف وجهة نظره في العمليات القتالية, سرب عراقي هوكر هنتر, لواء مدرع جزائري, لواء مدرع ليبي, لواء مشاة مغربي, كتيبة مشاة تونسية, كتيبة مشاة كويتية,30 طيارا من كوريا الشمالية. وكانت القوات العربية على الجبهة السورية كالآتي: 3 أسراب ميراج عراقية ابتداء من يوم 8/10/1973, سرب ميج 17 عراقي, فرقة مدرعة عراقية اعتبارا من 11/10/1973, فرقة مشاة ميكانيكية عراقية اعتبارا من 11/10/1973, لواء مدرع أردني اعتبارا من 13/10/1973, لواء مدرع مغربي, لواء مشاة سعودي.
ومعنى ذلك أن التوازن كان معقولا إذ كان لدى إسرائيل 15 لواء مدرعا, 10 لواءات مشاة ميكانيكية, لواء مظلات, 450 طائرة, بعض القطع البحرية وكان ينقصها وحدات المشاة وكان التفوق العربي عليها كبيرا في قطع المدفعية وفوق ذلك كان عليها أن تحارب في جبهتين, علاوة على ان الاخوة العرب قاموا بالضربة الأولى أي نحن الذين فاجأناهم وبدأنا القتال دون أن يتنبهوا لذلك.
دروس التاريخ
وهذا يحتاج منا إلى وقفة طالما أصبح في نيتنا تلقي الدروس من المعلم العظيم وهو التاريخ لنحفظها ونتعلمها .
- عند حساب توازن القوى لا يصح أن يتم ذلك على أساس عددي أي في المجال المادي, لأن بحث المجال المعنوي أهم مثل التدريب الجيد ورفع القدرة القتالية, القيادة, خفة الحركة, التصرف في المواقف المفاجئة.
- عظمة المفاجأة ليس في تحقيقها ولكن في استغلالها فمن السهل مفاجأة العدو بعبور القناة أو اجتياح الجولان ولكن الأهم من ذلك استغلال ما سوف يكون عليه العدو من خلل في توازنه بالضربات المتلاحقة أي تحقيق المبادأة وعدم التنازل عنها بأي حال من الأحوال حتى لا يسترد العدو توازنه... الضربة الواحدة لا تكفي ولكن يجب أن تتبعها ضربات .
- التراشق يتم بمواجهة الضربة الأولى بالضربة الثانية وهذا شيء في غاية الأهمية فقد بدأنا القتال أي قمنا بالضربة الأولى ولكن العدو امتص هذه الضربة وأفاق منها ووجه الضربة الثانية فوجه ضرباته أولا إلى الجبهة السورية ثم بعد أن سيطر عليها وجه ضرباته وركزها على الجبهة المصرية. علما بأن من يطلع على ما كان عليه الموقف الإسرائيلي بعد توجيه ضربتنا الأولى له من عدم توازن وخلل في التفكير ويأس من الموقف يصل إلى أنه كان من المحتم علينا توالي الضربات حتى لا يفيق ويسترد المبادأة.
- اشتراك القوات العربية بهذه الصورة أمر جيد ولكن لم يتم بطريقة سليمة تبعا لقيادة مشتركة قبل العمليات تنظم وتسلح وتدرب وتخطط, ولعلنا لاحظنا وصول بعض القوات الجوية والمدرعة بعد بداية العمليات بفترات غالية وكان وصولها لإنقاذ الموقف أكثرمنه لحسمه... التدخل العربي شيء ممتاز ولكن استغلاله السيئ قلل من نتيجته.
- تم القتال على جبهتين منفصلتين تماما دون قيادة مشتركة تنسق سير العمليات في كل جبهة, فكانت القيادة السورية تقود قواتها في الجبهة الشمالية وكانت القيادة المصرية تقود قواتها في الجبهة الجنوبية وأسند إليها - بطريقة شكلية - توجيه العمليات المشتركة في الجبهتين... كان الأصح أن تكون هناك قيادة سورية وقيادة مصرية وتدير وتنسق العمليات لهما قيادة مشتركة ثالثة... لم يتم الاتفاق إلا على يوم (ي) وهو يوم بداية الحرب والساعة (س) أي بداية القتال, وبعد ذلك دارت العمليات في كل جبهة منفصلة عن الأخرى لدرجة أن مصر قبلت قرار مجلس الأمن 338 .
ختاما اقول العبرة هي في قراءة التاريخ ,فإن كان هناك اي ملاحظة او تصحيح ارجو ان تكون في بريد خاص .