الملحمة في اللغة العربية معناها : الوقعة العظيمة ، وقيل : مَوضع القتال .
أما معناها الذي اصطُلح عليه في الأدب العربي ليُقابِل معناها في لَفظِها الغربي ، فهو القصيدة
التي اتّسمت بالحديث عن الأبطال ، وتعتمد على الخيال المُجنّح ، وتُصوّر بطولة المتحاربين .
ومن هنا كانت تتميّز بالطول ، وتحكي قصص الأحداث التاريخية ، وفي الأدب الغربي يتجلّى
فيها تدَخُّل الآلهة .
والشعر الملحمي أو شعر الملاحم ، هو شعر الحروب ، وقد سجّل العرب في جاهليتهم كثيراً من أيامهم
وأخبار حروبهم وأبطالهم ، فكانت المعلّقات خير مثال ، كمعلقة عنترة ، وعمرو بن كلثوم ، وكعب بن زهير
الذي يروي معركة بدر الكبرى وكيف تكاثر فيها الأعداء وتكالَبوا حين التحَمَ معهم المسلمون :
فلمّا لَقيناهُم وكُلُّ مُجاهِدٍ ...... لأصحابه مُستَبسِلُ النّفس صابِرُ
شهدنا بأن الله لا ربّ غيره .... وأن رسول الله بالحق ظاهرُ
وهذا بشر بن ربيعة يصف حرب القادسية :
إذا برزَت منهم إلينا كتيبة .... أتونا بأخرى كالجبال تَمورُ
فضارَبتهم حتى تفرّق جَمعُهم .... وطاعَنتُ إني بالطعانِ شهيرُ
وأيضاً ملاحم المتنبي في وصف معارك سيف الدولة مع الروم ، فينفُخ في مزامير الحرب ويدق طبولها .
وأبو تمام في قصيدته " فتح عمورية " ، حيث مدح المعتصم ، فأحَدّ الحسام وأوقدَ جذوة الملاحم في هذه
القصيدة التي تُعَد من أروع ملاحم الشعر العربي ، والتي مطلعها :
السيف أصدق انباء من الكتب .. في حده الحد بين الجد واللعب