يُذكر عن الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي المتوفي سنة 150هـ ـ فقيه الأسلام رحمه الله ـ أنه كان جالسا مع تلامذته , وكانت رجليه قد فـَتِرتا من طول الجلسة أو من ألم يحسه فمدّهما أمامه , فكان قاعدا مادا رجليه . فأقبل إلى مجلسه رجل كبير العمامة , مستوي القامة , حسـَن الثياب , جميل المظهر , بهي المنظر , ظاهرة ٌ عليه صفات أهل الفضل , وسمات أهل العلم فاستحى أبوحنيفة منه , فتحامل على نفسه وتصبّر وضم رجليه إجلالا وتقديرا واحتراما وتوقيرا, فجلس الرجل في مجلس أبي حنيفة وسأل سؤالا فقال : يا إمام الملّة ويافقيه الأسلام متى يفطر المسلم من الصيام ويحل له أكل الطعام ؟
فأجاب أبو حنيفة : عندما تغرب الشمس . فقال الرجل : وإن لم تغرب؟! فقال أبو حنيفة : آن لأبي حنيفة أن يمدّ رجليه.
أي أن هذا المظهر وذلك الهندام وتلك الصورة التي عليها الرجل والتي بدا لأبي حنيفة أنه من أهل العلم والفضل والمكان العالية والمنزلة الرفيعة التي توجب التقدير وتستلزم الأحترام حتى استحى أن يبقى مادا رجليه أمامه ـ ماهي إلا صورة زائفة..
هذه الصورة تداعت وزالت وسقطت عندما نطق وسأل فأعلن بلسانه عن جهله وقلة علمه وسخافة عقله وسذاجة تفكيره . ولذلك لم يكمل له أبوحنيفة الجواب وإنما قطع حالة التهيؤ والتحرج الذي أبداه إحتراما وتوقيرا له فمد رجليه .
كثيرا ما تمر علينا هذه الصورة وتتكرر على كثير منا مثل تلك المواقف , فكم قابلنا أشخاصا كثيرين ينطبع في النفس من ملاقاتهم ومقابلتهم الاحترام والتقدير لحُسن مظهرهم وجمال منظرهم إلا أنك
تحس بالجلوس إليهم والحديث معهم ما أحسه أبو حنيفة من ذلك الرجل . ومن المؤسف والمخجل أن يكون موجودا ومنسحبا على كثير من حملة المؤهلات العلمية والشهادات الجامعية الذين انتهت صلتهم بالثقافة وتوقفت علاقتهم بالقراءة واكتفوا بسنوات قضوها على مقاعد الدراسة أعطتهم شيئا من العلو وزودتهم قدرا من الثقافة , لربما نسي الكثير منها ول يبقى إلا القليل ممل يذكر أو يستذكر .
من المؤسف أن ترى في واقعنا المؤلم أشخاصا هم في مواقع القدوة و في أماكن متقدمة إجتماعيا أو وظيفيا أو قياديا أو.. أو .. لكن رصيدهم الثقافي محدود وحصيلتهم المعرفية بسيطة لا تتناسب مع حاله الذي هو عليها منزلته التي هو فيها , ونظرة المجتمع إليه كقدوة ينظر إليه ورمز يشار إليه . ومن المؤسف كذلك أن ترى في شبابنا إهتماما وعناية ومثابرة ولكن في أشياء عائدها قليل وفائدتها بسيطة ومردودها محدود سواء في مطالعتهم إصدارات ترفيهية أو ترويجية أو إعلانية ..الخ لا تزوده معرفة ولا تعطيه ثقافة , هذا إذا اهتموا وطالعوا وإلا فالكثير انقطعت علاقتهم بالقراء وقلّ اتصاله بالمطالعة وأنصرف إلى قضاء وقته في الحديث والكلام والمراء والجدال أو الجلوس أمام برامج غير نافعة لربما أضرتهم في دينهم وأفسدتهم في أخلاقهم , وشوهت أفكارهم .
من المؤسف والملاحظ أن نرى ونلاحظ أن شبابنا وناشئينا لا يعرفون عن دينهم وواجباته الشرعية إلا أقل من القليل , وأدنى من الدون ولا يعرفون عن تاريخهم إلا حوادث عامة , بل حتى أشهر الحوادث
وأهم الوقائع لا يدرون عن زمن حدوثها و ولا تاريخ وقوعها , بل عظماؤنا ومفكرينا وقادتنا وصانعي تاريخ أمتنا من المتقدمين والمتأخرين , يعلم شبابنا عن غيرهم من اللاعبين والفنانين أكثر وأكثر .
بل ليست هذه مشكلتنا فقط بل استفحلت المشكلة أكثر واتسع الخرق أكبر حيث تطالعنا وسائل الأعلام عن تفشي الأمية الحرفية , أمية القراءة والكتابة في وطننا العربي بنسب كبيرة جدا تستدعي من اليقظة والعمل والجد والمثابرة لاستئصالها.
إذا لم ينتبه قومي لهذا
سيعقب أول المكروه ثاني
حيث أن عدد الأميين ـ كما ورد في قناة الجزيرة ـ في وطننا العربي (70) مليونا لا يعرفون القراءة والكتابة.ويطالعنا تقرير صادر عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لعرب آسيا في الأمم المتحدة أن معدل الأمية بين الإناث في اليمن 77% وإنها تمتلك النسبة الأعلى للأمية في الشرق الأوسط !
هذا في أمية القراءة والكتابة فضلا عن أمية الثقافة وأمية الكمبيوتر ...
هذه ليست شكوى من الواقع ولا بكاء على الأطلال وإنما هو توصيف للمشكلة ومعرفة للداء وتحديد لموقع الألم مما يســاعد على العلاج إن شاء الله .يُذكر عن الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي المتوفي سنة 150هـ ـ فقيه الأسلام رحمه الله ـ أنه كان جالسا مع تلامذته , وكانت رجليه قد فـَتِرتا من طول الجلسة أو من ألم يحسه فمدّهما أمامه , فكان قاعدا مادا رجليه . فأقبل إلى مجلسه رجل كبير العمامة , مستوي القامة , حسـَن الثياب , جميل المظهر , بهي المنظر , ظاهرة ٌ عليه صفات أهل الفضل , وسمات أهل العلم فاستحى أبوحنيفة منه , فتحامل على نفسه وتصبّر وضم رجليه إجلالا وتقديرا واحتراما وتوقيرا, فجلس الرجل في مجلس أبي حنيفة وسأل سؤالا فقال : يا إمام الملّة ويافقيه الأسلام متى يفطر المسلم من الصيام ويحل له أكل الطعام ؟
فأجاب أبو حنيفة : عندما تغرب الشمس . فقال الرجل : وإن لم تغرب؟! فقال أبو حنيفة : آن لأبي حنيفة أن يمدّ رجليه.
أي أن هذا المظهر وذلك الهندام وتلك الصورة التي عليها الرجل والتي بدا لأبي حنيفة أنه من أهل العلم والفضل والمكان العالية والمنزلة الرفيعة التي توجب التقدير وتستلزم الأحترام حتى استحى أن يبقى مادا رجليه أمامه ـ ماهي إلا صورة زائفة..
هذه الصورة تداعت وزالت وسقطت عندما نطق وسأل فأعلن بلسانه عن جهله وقلة علمه وسخافة عقله وسذاجة تفكيره . ولذلك لم يكمل له أبوحنيفة الجواب وإنما قطع حالة التهيؤ والتحرج الذي أبداه إحتراما وتوقيرا له فمد رجليه .
كثيرا ما تمر علينا هذه الصورة وتتكرر على كثير منا مثل تلك المواقف , فكم قابلنا أشخاصا كثيرين ينطبع في النفس من ملاقاتهم ومقابلتهم الاحترام والتقدير لحُسن مظهرهم وجمال منظرهم إلا أنك
تحس بالجلوس إليهم والحديث معهم ما أحسه أبو حنيفة من ذلك الرجل . ومن المؤسف والمخجل أن يكون موجودا ومنسحبا على كثير من حملة المؤهلات العلمية والشهادات الجامعية الذين انتهت صلتهم بالثقافة وتوقفت علاقتهم بالقراءة واكتفوا بسنوات قضوها على مقاعد الدراسة أعطتهم شيئا من العلو وزودتهم قدرا من الثقافة , لربما نسي الكثير منها ول يبقى إلا القليل ممل يذكر أو يستذكر .
من المؤسف أن ترى في واقعنا المؤلم أشخاصا هم في مواقع القدوة و في أماكن متقدمة إجتماعيا أو وظيفيا أو قياديا أو.. أو .. لكن رصيدهم الثقافي محدود وحصيلتهم المعرفية بسيطة لا تتناسب مع حاله الذي هو عليها منزلته التي هو فيها , ونظرة المجتمع إليه كقدوة ينظر إليه ورمز يشار إليه . ومن المؤسف كذلك أن ترى في شبابنا إهتماما وعناية ومثابرة ولكن في أشياء عائدها قليل وفائدتها بسيطة ومردودها محدود سواء في مطالعتهم إصدارات ترفيهية أو ترويجية أو إعلانية ..الخ لا تزوده معرفة ولا تعطيه ثقافة , هذا إذا اهتموا وطالعوا وإلا فالكثير انقطعت علاقتهم بالقراء وقلّ اتصاله بالمطالعة وأنصرف إلى قضاء وقته في الحديث والكلام والمراء والجدال أو الجلوس أمام برامج غير نافعة لربما أضرتهم في دينهم وأفسدتهم في أخلاقهم , وشوهت أفكارهم .
من المؤسف والملاحظ أن نرى ونلاحظ أن شبابنا وناشئينا لا يعرفون عن دينهم وواجباته الشرعية إلا أقل من القليل , وأدنى من الدون ولا يعرفون عن تاريخهم إلا حوادث عامة , بل حتى أشهر الحوادث
وأهم الوقائع لا يدرون عن زمن حدوثها و ولا تاريخ وقوعها , بل عظماؤنا ومفكرينا وقادتنا وصانعي تاريخ أمتنا من المتقدمين والمتأخرين , يعلم شبابنا عن غيرهم من اللاعبين والفنانين أكثر وأكثر .
بل ليست هذه مشكلتنا فقط بل استفحلت المشكلة أكثر واتسع الخرق أكبر حيث تطالعنا وسائل الأعلام عن تفشي الأمية الحرفية , أمية القراءة والكتابة في وطننا العربي بنسب كبيرة جدا تستدعي من اليقظة والعمل والجد والمثابرة لاستئصالها.
إذا لم ينتبه قومي لهذا
سيعقب أول المكروه ثاني
حيث أن عدد الأميين ـ كما ورد في قناة الجزيرة ـ في وطننا العربي (70) مليونا لا يعرفون القراءة والكتابة.ويطالعنا تقرير صادر عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لعرب آسيا في الأمم المتحدة أن معدل الأمية بين الإناث في اليمن 77% وإنها تمتلك النسبة الأعلى للأمية في الشرق الأوسط !
هذا في أمية القراءة والكتابة فضلا عن أمية الثقافة وأمية الكمبيوتر ...
هذه ليست شكوى من الواقع ولا بكاء على الأطلال وإنما هو توصيف للمشكلة ومعرفة للداء وتحديد لموقع الألم مما يســاعد على العلاج إن شاء الله .