هي حشرة تنتمي لرتبة غشائيات الأجنحة، يعرف منها ما يقارب 20.000 نوع، وتنتشر في جميع قارات العالم عدا القطب الجنوبي.
وبالرغم من أن أكثر الأنواع المعروفة من النحل تعيش في مجتمعات تعاونية ضخمة، إلا أن النسبة الأكبر منها انعزالية وذات سلوكيات مختلفة.
ويعتبر نحل العسل من أهم وأشهر أنواع النحل، نظراً لاستفادة الإنسان من العسل الذي يصنعه بكميات قابلة للاستهلاك، كما يعتبر النحل بشكل عام من أكثر الحشرات نفعاً، نظراً لمساهمتها في تلقيح الأزهار.
النحل من الحشرات المجنحة، ولجميع أنواعها زوجان من الأجنحة، تكون الأجنحة الخلفية أصغر من الأمامية، وللقليل من الأنواع أو الطبقات أجنحة قصيرة نسبياً، لا تفيدها في الطيران.
يتغذى النحل على الرحيق وحبوب الطلع التي يجمعها من الأزهار، وتستخدم حبوب الطلع كغذاء لليرقات بشكل أساسي.
تقوم العاملات بجمع الرحيق بواسطة لسانهاا المعقد والطويل، والذي يمكنها من الوصول إلى داخل الزهرة، بينما تحمل حبوب الطلع على سلال خاصة في أرجلها الخلفية.
كبقية الحشرات، جسم النحل مقسم لثلاثة أجزاء (الرأس، الصدر، والبطن)، لدى النحلة 5 أعين، ولجميع أنواع النحل تقريباً قرنا استشعار مقسمة إلى 13 جزء عند الذكور، و12 جزء عند الإناث، أما الإبرة، فتتواجد عند الإناث فقط، وتستخدم بشكل أساسي كوسيلة دفاعية.
تتراوح أحجام أنواع النحل ما بين 2 ملم إلى 39 ملم تقريباً.
إن ما يميز "الحياة الاجتماعية" للنحل، أن كل نحلة يجب أن تقوم بأداء أكثر من وظيفة واحدة، وهذه الأعمال التي تستطيع أن تقوم بها بشكل منتظم هي:
التهوية وتنظيم درجة الرطوبة:
إن خاصية المقاومة الموجودة فى العسل جاءت من بقاء درجة الرطوبة ثابتة داخل الخلية، وفى حالة وقوع خلل لهذه الدرجة فإن العسل يفقد ميزة مقاومته، وخاصية كونه مادة غذائية، بمعنى أنه يفسد.
وكذلك بالنسبة إلى درجة الحرارة فإنها يجب أن تكون 32 درجة، وتبقى هكذا لمدة عشرة شهور.
ولبقاء درجة الحرارة والرطوبة ثابتة فى الخلية فإن هناك مجموعة من النحل تقوم بوظيفة المراوح.
ففى الأيام الحارة نستطيع أن نلاحظ ذلك بسهولة، ففى مدخل الخلية يوجد عدد كبير من النحل الذي يقوم عادة بتهوئة الخلية بواسطة أجنحتها.
وبالإضافة إلى ذلك ففي داخل الخلية أيضا توجد نحل تقوم بنفس العمل، وغايتها هي توزيع الهواء الداخل فى الخلية، وهناك فائدة أخرى للتهوئة وهي المحافظة على نقاء هواء الخلية من الدخان والهواء الملوث.
النظام الصحي:
إن عمل النحل ليس مقتصراً على المحافظة على درجة الحرارة والرطوبة وتهوئة الخلية من أجل المحافظة على نقاء العسل، بل تقوم بأخذ كافة التدابير لمواجهة تكاثُر البكتريا، فتقوم بعملها كوحدة صحية متكاملة.
وأوّل هدفها هو إزالة كافة هذه المسببات التى من المحتمل أن تُنتج البكتريا.
فالنظام الصحي لديها يقوم على عدم السماح بدخول الأجسام الغريبة أو إبعادها من الخلية، ولهذا السبب يوجد دائما حرسان خارج الخلية لأداء هذه المهمة.
وبالرغم من هذه الحراسة الشديدة فيمكن أن تدخل إلى الخلية بعض الأجسام الغريبة مثل البعوض أو أي حشرة أخرى, وفى هذه الحالة فإن النحل تعلن النفير العام حتى تلقي بهذا الجسم الغريب خارج الخلية.
وفى حالة عدم استطاعتها رمي الجسم الغريب الذى دخل الخلية لكبر حجمه تقوم بتحنيط هذا الجسم وتحويله إلى ما يشبه المومياء.
فالنحل في هذه الحالة تقوم بصنع مادة الشمع "راتينج النحل" التى تستعمُلها فى عملية التحنيط هذه.
تقوم النحل بجمع مادة "الراتينج" من أشجار الصنوبر، والأقاصيا والحور، وتقوم بإضافة بعض الإفرازات الخاصة عليها وتستعمل هذه المادة فى بناء جدران الخلية المهدمة.
وعند تماس هذه المادة بالهواء تتصلب، وبهذا الطريقة فإن جميع المؤثرات الخارجية لا تستطيع أن تصل إلى الخلية، وتستعمل النحل هذه المادة فى كثير من أعمالها.
وإذا ماتت أي حشرة فى داخل الخلية فإنها تَفسدُ وبالتالي تتكون البكتريا، لكن النحلة تقوم بتحنيطها قبل أن تفسد.
إنّ النحل تقوم بصنع قطع صغيرة من شمع العسل ثم تمنحها شكلا معينا، ونتيجة لعملها تتكون الخلية التى تستطيع أن تسع 30 ألف نحلة تعيش كلها معا.
هناك المئات من الحجرات الصغيرة التى صنعت جدرانها من شمع العسل، وهي المتكونة من قرص العسل، وقياس الحجرات كله بنفس الحجم تقريباً.
هذه الهندسة الخارقة، تكونت نتجة عمل الآلاف من النحل معاً.
والنحل تستعمل هذه الحجرات لخزن المواد الغذائية وتربية النسل الجديد.
إن حجرات أقراص العسل ومنذ ملايين السنين (تم العثور على خلية نحل متحجرة عمرها 100 مليون سنة) كانت مبنية بشكل سداسي.
لماذا لم تكن بشكل مثمن أو بشكل مخمّس أو أي شكل من أشكال الهندسة الأخرى؟ لماذا بالذات الشكل السداسي؟
وجواب هذا السؤال يجيب عليه الرياضيون فى علم المساحة: إن الشكل السداسي يأخذ أقل مساحة من بقية الأشكال الهندسية الأخرى.
الحجرات ذات الشكل السداسي ذات خاصية عملية أفضل، ومقدار خزن العسل فيها أكبر، وفى بنائها يستعمل مقدار أقل من شمع العسل.
وبالرغم من أن جدران الحجرات تكون رقيقة ولكن المخزون فيها أثقل منها بعدة مرات.
حجرات أقراص العسل تُبنى بشكل تكون كل حجرة مشتركة بجدرانها الخلفية مع الجدران الأخرى، أي شريحة ذات طرفين. وفي نقطة التقاء القرصين تظهر مشكلة؟ وهذه المشكلة يمكن حلها كما يلي: إن أساس الحجرات التى تُبنى على ثلاث مربعات تكون أضلاعها متساوية ففي أحد الطرفين يتم بناء ثلاث حجرات من شمع العسل، وفي الطرف الآخر من الأساس يكون بناء الحجرة جاهزا بطبعه. وعندما تنبني ألواح شمع العسل على الأساس المربع متساوي الأضلاع نرى أن هناك من أسفل الخلية إلى أعلاها تجويف عميق يستفاد منه لخزن أكبر كمية من العسل.
إن نحل العسل أثناء قيامها بصنع قرص العسل تأخذ بنظر الاعتبار بعض الأمور، وهي ميل الحُجرات. فالحجرات حينما تبنى يجب أن يكون طرفاها على ارتفاع 13 درجة من كل جانب، أي أن لا تكون موازية للأرض، وفى هذه الحالة لا يتسرب العسل إلى الخارج.
النحل العاملة عندما تعمل فإنها تُشكل حلقات تكونُ الواحدة متصلة بالأخرى على هيئة عنقود، وغايتها من هذا العمل هو المحافظة على درجة الحرارة اللازمة لصنع شمع العسل. وفي الأكياس الموجودة داخل بطنها تقوم بصنع مادة شفافة (هلامية)، وهذه المادة تتسرب على طبقة شمع العسل الخفيفة فتجعلها صلبة البناء. وتقوم النحل بمساعدة الكلاليب الموجودة فى أرجلها بجمع العسل ووضعها فى فمها ومضغها إلى أن تصبح مرنة، ثم تضعها داخل أقراص الشمع لتجعل لها شكل محددا. وتقوم مجموعة كبيرة من النحل بتهوئة الخلية لتبقى درجة حرارتها ثابتة، وذلك لبقاء الشمع فى حالة مرنة، ولكي يكون جاهزا فى كل آن لاستخدامه في العمل.
خلال صنع الشمع تبدأ العمل من أعلى الخلية، وفي الوقت نفسه تقوم بالبناء نحو الأسفل، وتعمل على توسيع هذه الشرائح من الجانبين. وفى القاعدة تتوحد الشريحتان اللتان توجدان في الوسط. ويتم العمل بصورة منتظمة ومتناسقة بحيث أنه لا يمكن أن نميز بأن الشمع متكون من شريحتين أو أكثر. والرؤوس التى تبدأ بها صنع شرائح الشمع تكون منتظمة بحيث أن هناك المئات من الزوايا التى تحتوي عليها ولكنها بالرغم من ذلك تبدو وكأنها قطعة واحدة.
تقوم النحل بالطيران فى مساحة كبيرة للبحث عن غذائها المتمثل في رحيق الأزهار. وقد يصل بُعد هذه المسافة إلى 800 متر عن خليتها. وتقوم بجمع رحيق الزهور، وعندما تجد الزّهور ترجع إلى الخلية لتعطي خبراً بذلك، ولكن كيف يمكن لهذه النحلة أن تصف مكان الزهور لبقية النحل؟
عندما ترجع النحلة إلى الخلية ترقص على هيئة معينة، وهذا الرقص هو أسلوبها للتعريف بمكان الزّهور حتى تصل بقية النحل إلى المكان، وبهذه الطريقة فإنها تكشف عن مجموعة من المعلومات، من بينها بعد المكان.
عندما ترقص النحل ترسم شكل الرقم (
, وعندما تقوم برسم الرقم 8 تهز ذيلها في منتصف الرقم وترسم خطوطا متداخلة, وبهذه الطريقة تستطيع أن تبين الزاوية المحصورة بين الشمس والخلية، وبذلك تنبأ عن الطريق الصحيح للزهور.
ولكن هذا وحده لا يكفي لأن النحل العاملة لتقوم بجمع رحيق الأزهار يجب أن تعرف مسافة طول الطريق.
ولهذا السبب فالنحل العائدة يجب أن تصف ذلك أيضا، ومن أجل ذلك تقوم بهز القسم السفلى من جسمها فتكون بذلك تيارات هوائية، وبقية النحل تلتقط هذه التيارات بواسطة الهوائيات الموجودة فى رأسها وبذلك يمكنها معرفة بعد المسافة.
فلمعرفة المسافة 250 مترا مثلا تقوم بهز القسم السفلى من جسمها 5 مرات خلال نصف دقيقة، ومن هنا يمكن معرفة الزاوية والمسافة.
أما إذا كانت المسافة بعيدة ذهابا وإياباً فهنا تكمن مشكلة بالنسبة إلى النحل التي تقوم بوصف مكان الزهور بالنسبة إلى زاوية الشمس من الخلية، لأن هذه الزاوية تتغير بمقدار درجة فى كل 4 دقائق!…
طبعاً النحل لا تواجه أيّة صعوبة فى تعيين المكان، وذلك لامتلاكها عيونا ذات عدسات سداسية الشكل صغيرة الحجم مثل التلسكوب، وهي ترى المساحات الضيقة، وعندما تخرج النحل فى أي ساعة من النهار، وعندما تنظر إلى الشمس فهي تستطيع دائماً أن تجد مكانها وتصفها.
إن النحل تستفيد من مقدار ضوء الشمس الذي يتغير طول النهار في حساباتها وتحديد مكان الأزهار. وفي الأخير فالنحلة مهما تقدمت ساعات النهار فإنها تقوم بتغيير حساباتها على ذلك الأساس لتعطي معلومات دقيقة إلى الخلية.
النحلة التى تقوم بأخذ رحيق الأزهار تضع رائحة خاصة على الزهرة حتى إذا ما جاءت نحلة أخرى تعرف بواسطة الشم أنه لم يبق رحيق في هذه الزهرة فتتركها.
عسل النحل هو مادة سكرية عطرة ينتجها النحل من رحيق الأزهار. تجمع النحلات العاملة رحيق الأزهار من البساتين والغابات وتحمله بجيوب في أرجلها تسمى بمعدة العسل. يقوم النحل بتخزينه في عيون الشمع السداسية بالخلايا ويختم عليه بأغطية شمعية. ويلجأ إليه النحل لتغذيته عند تعذر الحصول على رحيق الأزهار كما هو الحال في فصل الشتاء. ويطلق عادة على العسل الذي ينتجه نحل يعيش طليقا في الطبيعة بالعسل البري، و تصنفه منظمة الفاو ضمن قائمة المنتجات الغابية غير الخشب.
العسل بالإضافة إلى السّكريات التي يحتويها مثل الفركتوزوالكلوكوز يحتوي أيضًا على كثير من المعادن منها الماغنسيوم والبوتاسيوم والكالسيوموكلوريد الصوديوم وكبريتات الحديد، والفسفور .
وصفاء العسل يعتمد على تغير نسبة رحيق الزّهور وحبوب اللقاحالتى يحتوي عليها.
عن العسل
يتنوع العسل حسب تنوع مصدر الرحيق سواء أكان من الزهور أَم الافرازات النباتية أَم الأخرجة التي تتركها الحشرات. ويختلف تبعا لذلك لون العسل ورائحته وطعمه والقابلية للتبلور والكثافة و القلوية وحتى بعض مكوناته ولو بنسبٍ قليلة.وهناك عوامل أخرى ايضا تؤثر على صفات العسل مثل نوع التربة والعوامل الجوية.
منها عسل الحمضيات - عسل الكينيا - عسل البرسيم - عسل زهرة الشمس
- العسل الطبيعي لا يتلف ولا يحتاج لحفظه بالثلاجة فقط يحتاج لحفظه بوعاء محكم الغلق ويخزن بحرارة الغرفة الأعتيادية.
- بسبب أحتواء العسل الطبيعي على سكر الفواكه (الفركتوز) ، فهو أحلى من سكر المائدة بنسبة 25%.
- يتكون العسل عندما تخلط النحلة رحيق الأزهار بالأنزيماتها.
- لتكوين العسل بشكله المعروف تنقط النحلة رحيق الزهور المختلط مع الأنزيمات في فتحات القرص الشمعي وتجففه بالهواء الصادر عن حركة أجنحتها (بالتهوية).
- يعتمد لون وطعم العسل على الزهور التي جمع النحل الرحيق منها.
- لكي تجمع النحلة كيلو جرام واحد من العسل فإنها تنتقل بين الزهور مسافة تعادل 11 مرة قدر محيط الأرض حول خط الأستواء